بدأت العديد من البنوك الرئيسية حول العالم، بدراسة إطلاق حملة العملات الرقمية. حيث ستمثل هذه الحملة نقطة تحول في عالم المدفوعات الذي سيطرت عليه النقود المعدنية لأكثر من ثلاثة آلاف عام. وفي الآونة الأخيرة، أطلق المركزي الأوروبي عملية اختبار لإصدار "يورو رقمي"، ستظهر نتائجها بحلول منتصف العام المقبل.


في حين أن العالم اعتمد منذ زمن بعيد على البطاقات الائتمانية، وألغى عملية التداول ‏بالعملات الورقية والمعدنية، ثم اعتمد على أنظمة الدفع باستخدام البطاقات الإلكترونية، مثل: "‏paypal‏" الأشهر على ‏مستوى العالم، إلا أن استخدام طرق الدفع الرقمي ازدادت بشكل كبير منذ انتشار جائحة كورونا؛ ما دفع الكثيرين في العالم إلى تجنب لمس الأوراق النقدية باليد؛ لمنع انتقال الفيروس، ‏واعتمدوا على بطاقات الدفع الإلكترونية التقليدية. ‏

 

حيث شجع ذلك على تسريع العملة الرقمية، وسارعت العديد من الدول والشركات ‏إلى تطبيق هذه النظرية أو الإعداد لها، وقد حققت البيتكوين شهرة واسعة في هذا ‏المجال، فيما أعلنت شركة "فيسبوك" عزمها على إصدار عملة مماثلة. ‏

 

كما وأعلن البنك المركزي الروسي، أنه يدرس إصدار "روبل رقمي" إلى جانب الروبل النقدي؛ ‏لتسهيل المدفوعات للأفراد والشركات. وأضاف البنك في بيان له عبر موقعه الرسمي: "أن الروبل ‏الرقمي في حالة تطبيقه؛ سيجمع بين مزايا وخصائص العملة النقدية وغير النقدية".‏


والسؤال هنا:

هل تضعف سيطرة الدولار الأمريكي على ‏الأسواق المالية في العالم؟ 

يختلف خبراء الاقتصاد والمصرفيون حول الفكرة إذ إن العملات ‏الرقمية البتكوين مثلًا، رغم نجاحها إلا أنها سريعة التغير والتقلب في أسعارها، وهو أمر لا ‏يساعد على اعتمادها عملة موحدة للتداول، قياسًا بالدولار الأميركي الذي يخسر من قيمته سنة بعد ‏أخرى، ولكن بشكل طفيف جدًا لا ينعكس هذا الأمر على الأسواق العالمية. ‏

 

التحديات التي تشكلها العملة الرقمية للبنوك المركزية متعددة، وكذلك الآثار المترتبة على النظام ‏المالي والخدمات المصرفية التجارية والنظام والأفراد والمجتمع بشكل عام. 

ورغم ذلك، ليس هناك خلاف على أن المستقبل متجه نحو عالم رقمي.‏